حين يتعلق الأمر بتصنيف التعليم في العالم دائماً ما تحتل القوى الآسيوية المراتب العليا في التعليم في حين يحاول المسؤولون عن النظم التعليمية في جميع أنحاء العالم الوصول إلى تفسير لذلك بشيء من الإحباط بسبب تقدم القوى الآسيوية دوماً.
وتم تصنيف سنغافورة كأفضل دولة في العلوم والرياضيات أخيراً وسوف تنشر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نتائج البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيسا) ويطرح كثيرون تساؤلات حول ما يتطلبه الأمر للفوز في هذا البرنامج.
في هذا الصدد نشرت شبكة «بي بي سي» تقريراً يتضمن 10 طرق لتجاوز هذه الاختبارات والتحول إلى أذكى بلاد العالم.
يبدو أن هناك علاقة بين التقدم في تصنيفات التعليم وبين الوجود في شرق آسيا فسنغافورة تحتل المركز الأول في التصنيف تليها دول مثل كوريا الجنوبية وهونغ كونغ واليابان وتايوان وماكاو وفيتنام.




1 – تتوقع العديد من الدول الأكثر نجاحاً أن سكانها سوف يفعلون ما يُقال لهم وان هناك شعوراً عاماً بالمسؤولية والالتزام أو أن الدول التي يحكمها حزب واحد هي التي يكون لديها أفضل المتفوقين إلا أن هناك استثناءات فرغم تفوق فنلندا وتحقيق طلابها مراكز عالية فإنهم يمتلكون شعوراً قوياً بالاستقلال والحرية وبالتالي لا ينفصل تحقيق التفوق والإنجاز في التعليم عن الشعور بالاستقلال.




2 – هناك ظاهرة في التعليم تعرف باسم «لعنة الموارد الطبيعية» التي تعني ان الدول التي يقوم اقتصادها على ثروة طبيعية مثل احتياطيات النفط الهائلة يكون التعليم لديها دون المستوى وهناك العديد من دول الشرق الاوسط التي تعكس هذه الظاهرة ذلك انه من الصعب تحفيز الطلاب على التقدم في التعليم في حين انهم يدركون انهم سيصبحون اثرياء بصرف النظر عن نجاحهم في الامتحانات.




3 – في مقابل ذلك تتعلم البلدان الصغيرة ذات الموارد القليلة بسرعة كيف تعيش على ذكاء افرادها فكوريا الجنوبية على سبيل المثال كانت لديها احد اسوأ مستويات الامية في العالم منذ 60 عاماً وهي الآن في اعلى التصنيفات العالمية في التعليم.




4 – يقول اندريس شلايشر الاخصائي الالماني المسؤول عن وضع اختبارات برنامج «بيسا» التي تجريها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: انه لا يوجد نظام تعليمي يمكن ان يكون افضل من نوعية المعلمين به وعليه فإن نجاح النظام التعليمي لا ينفصل عن تزويد المدارس بأفضل المعلمين فالاستثمار في تطوير مهارات المعلمين امر ضروري للغاية.




5 – تتسم الدول التي تحقق انجازات في التعليم بأنها دول حديثة نسبيا أو تمت اعادة رسم حدودها حديثاً ففنلندا سوف تحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسها العام المقبل والشكل السياسي الحالي لكوريا الجنوبية وسنغافورة هو نتاج القرن العشرين كما ان فيتنام الخارجة من هول الحرب في السبعينات تمكنت من منافسة دول مثل اميركا والدول الاوروبية من هنا يمكن طرح سؤال حول ما اذا كانت حداثة الدول تجعلها اكثر قابلة للتغيير والتكيف.




6 – هناك سمة اخرى تشترك فيها اكثر الدول تقدماً في التعليم وهي انها تتنافس مع دولة مجاورة اكبر منها بكثير فالدول الاوروبية مثل فنلندا وبولندا واستونيا كان عليها جميعا الظهور في ظل وجد الكتلة السوفيتية القديمة في حين كان على كوريا الجنوبية وهونغ كونغ التقدم في مقابل قوة الصين القارية كما ان سنغافورة مدينة صغيرة محاطة بجيران اكبر منها.. والتعليم هو طريقها الوحيد للتقدم ومنافسة الدول المحيطة.




7 ــ تتسم افضل النظم الآسيوية في التعليم بأنها تضع افضل المعلمين مع اضعف الطلاب لضمان ان كل شخص يحصل على المعيار الاساسي في التعليم حتى الاكثر فقراً فهم يفترضون ان الجميع سوف يصلون الى الاختبارات النهائية في حين ان القائمين على نظام التعليم الغربي يتوقعون ان عددا قليلا من الاشخاص هم الذين سيصلون الى الاختبارات النهائية وتعكس التصنيفات العالمية الفرق الجوهري بين النظامين.




8 ــ من الصعب فصل نظم التعليم عن سياسة وثقافة اي دولة وفي حين يحب كل شخص الحديث عن الابتكار فهناك الكثير من البلدان تمارس ضغوطا ضد التغيير في حين ان العديد من البلدان التي حققت افضل المستويات في التعليم تنقل افضل الافكار من البلدان الاخرى وتحاول تطبيقها في مدارسها.




9 ــ قد يستغرق الامر 10 سنوات قبل حدوث اي تغيير في النظام التعليمي بما يؤثر ايجابياً في التصنيف العالمي فالاستمرارية والثبات هما اساس الوجود على رأس التصنيفات العالمية.




10 ــ تتسم النظم التعليمية الفاشلة بنسب الفضل دوماً للوزراء الحاليين في اي نجاح والقاء اللوم على الادارات السابقة لذلك لا يمكن معرفة المسؤول عن الفشل في مثل هذه الانظمة على عكس الانظمة المتقدمة التي يتحمل فيها كل شخص مسؤولية اخطائه. (أرقام ــ بي.بي.سي)