سحبت قضية حصول طلاب الكويت على المركز الأخير في اختبارات «تيمز» الدولية للعلوم والرياضيات البساط من حيّز الاهتمام بالمستجدات السياسية ولقيت ردود أفعال مكثفة واستياءً شعبياً سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الأوساط الاكاديمية والتربوية وأصبحت حديث الديوانيات والمنازل.
رسمياً تحرّك وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى وعقد اجتماعاً موسعاً ضم قياديي الوزارة ومديري المناطق التعليمية ومدير المركز الوطني لتطوير التعليم د. صبيح المخيزيم واسفر الاجتماع عن تحليل نتائج دراسة تيمز الدولية 2015 والوقوف على اسباب تدنيها وإيجاد الحلول اللازمة لتحسنها كما عقد العيسى مؤتمراً صحافياً أوضح خلاله بعض الأمور في هذا الشأن ووعد بالشفافية والوضوح في نشر الاسباب من خلال الدراسة التحليلية قائلا: لا نريد ان نخفي رؤوسنا في الرمال بل يجب ان نكون شفافين في كل الامور.


القبس تواصلت مع الوكيلة المساعدة للتعليم العام في وزارة التربية فاطمة الكندري حيث أكدت أن المناهج الجديدة القائمة على الكفايات التي طبقت هذا العام سيكون لها دور كبير في تحسين مستوى الكويت في نتائج اختبارات تميز الدولية بدورتها المقبلة في 2019.
وقالت الكندري إن التعليم العام لن يقف مكتوف الأيدي بوجود نتائج سلبية في اي اختبارات بل سنسعى دائما الى تحسين مستوى الطلاب في جميع المواد الدراسية لان كل اهتمامنا هو الطالب والحفاظ على مصلحته وتطوره.
وكشفت عن تعليمات مشددة اصدرتها لجميع تواجيه العموم وخاصة العلوم والرياضيات بضرورة تدريب الطلبة على أسئلة «تيمز» الدولية لتحسين الاداء والحصول على مراكز متقدمة.
وأشارت الى ان خطة التدريب ستكون على غرار ما حدث مع الطلاب الذين تم الحاقهم في الاولمبياد حيث حصلت الكويت على نتائج متقدمة في العلوم لا سيما مادة الكيمياء وذلك بفضل التدريب على هذه الاختبارات.


وشددت على ضرورة اهتمام الادارات المدرسية باختبارات تيمز وتوضيح مكانتها للطلبة وانها تمثل الكويت في المحافل الدولية كما تجب توعية الطالب والمعلم ومديري المدارس بالجوانب المختلفة لهذه الاختبارات.
واوضحت ان اختبارات تيمز السابقة عقدت في 2015 ومعظمها يعتمد على قياس المهارات وهناك كم كبير من الاسئلة لم يجب عليه الطلاب معتبرة انها أيضا ليست مقياسا لمستوى تحصيل الطالب.
ولفتت الى ان جميع قياديي الوزارة حالياً لم يكونوا موجودين في 2015 ولذلك لا يمكن اللوم علينا بهذه النتائج وان كنا نتحمل المسؤولية لأننا كُلفنا بهذا الواجب مؤكدة حرص الوزارة على تحسين الأداء في اختبارات 2019.


الى ذلك وعلى صعيد التفاعل الشعبي أثارت قضية تراجع مستوى طلاب الكويت الى المركز الأخير في اختبارات «تيمز» الدولية العديد من الأصداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث قال وزير التربية السابق د. أحمد المليفي على حسابه في تويتر: حصول الكويت على موقع متأخر في اختبارات تيمز في المراحل الابتدائية بمادتي الرياضيات والكيمياء ليس مستغرباً معتبراً أن المشكلة ليست في الطالب بقدر ما هي في الإدارة والمناهج والمعلم وولي الأمر.


وأضاف المليفي: الإدارة في معظم أحوالها تعيش في صراع مع المعلم على قضايا هامشية وتجامله أو تتجنب مواجهته في القضايا المصيرية مؤكداً على أن المناهج بصورة عامة والعلمية خاصة معقدة وأعلى من مستوى الطالب ما يجعله ليس فقط غير قادر على استيعابها بل كرهها وعدم الاستمتاع بدراستها.
وتابع بالقول: المعلم حجر الأساس في تبسيط المادة وشرحها وابتكار الطرق الكفيلة بجعل الطالب يستوعب المادة ويعشقها ومن ثم يبدع فيها التعليم رسالة وليس وظيفة والمسؤولية تصل إلى ولي الأمر الذي يحرص في الغالب على حصول ابنه على الدرجات العالية بغض النظر عن فهم المادة وهو بذلك شريك في خداع ابنه.
واقترح المليفي انه لدراسة النتائج ووضع الحلول يجب اختيار فريق كويتي من المختصين من كلية التربية والتربية الأساسية ويطعم بأهل الميدان وابعاد البنك الدولي.


ومن جانبه استغرب المغرد يوسف المحيميد الحلول التي اقترحتها بعض القيادات في مناقشة نتائج «تيمز» والخاصة بتدريب الطلاب على الاختبار قائلاً: كأن المشكلة هي في تدني ترتيب الكويت لا تدني تعليمها.
ومن جهته قال المغرد ابراهيم الحوطي إن الاصلاح التعليمي لا يقوم على ردات فعل عشوائية.



أكد تربويون وأكاديميون أن التعليم بالكويت في خطر بسبب سوء التخطيط مشددين على ضرورة وجود رؤية وخطة واضحة قائمة على اصلاح العملية التعليمية وتطويرها بعيداً عن البنك الدولي الذي لم يجن منه اي شيء منذ التعاون معه قبل سنوات.



من أبرز الحلول المطلوبة وفق أهل الميدان التربوي لإصلاح منظومة التعليم:

1- إبعاد البنك الدولي عن التدخّل في منظومة التعليم حيث يملي مقترحات قد لا تناسب واقعنا.

2- تحديث طرق التدريس.

3- وضع خطة بعيدة المدى لإصلاح التعليم ولا تتغير بتغير الوزراء والقياديين.

4- وضع خطة لرفع مستوى المعلمين.

5- تحديث المناهج بما يتواكب مع الطفرة العلمية.

6- غرس التفكير العلمي وتأهيل جيل قادر على النقد والتحليل والإبداع.

7- إشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية وربطهم بالمدارس.

8- خلق بيئة مدرسية جاذبة.

9- تحديث منظومة الاختبارات.

10- تطوير آلية عمل الإدارات المدرسية والقضاء على المركزية.



حدّد خبراء تربويون أبرز أسباب الخلل في المنظومة التعليمية ومنها:

1- طرق التدريس التقليدية.

2- بعض العيوب في المناهج.

3- نقص الدورات التدريبية.

4- عدم تطبيق التعليم التكنولوجي بطريقة سليمة.

5- تغيير السياسات التربوية والخطط من وقت إلى آخر.

6- عدم وضع رؤية تربوية بعيدة المدى.

7- تهميش الميدان التربوي وعدم الأخذ بآراء المختصين بصورة شمولية.

8- نظام الامتحانات الذي يركّز على قياس الحفظ والتلقين.

9- عدم استغلال الأنشطة بصورة كافية في تطوير التعليم.

10- تشابك الاختصاصات بين بعض القطاعات التعليمية.