الموضوع عن اضطراب الشخصية الدقيقة او ماتسمى في الطب النفسي

اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية




ولكن قبل ان اتكلم وادخل في تفاصيل هذه الشخصية لابد ان يعرف القارئ بشكل عام مامعنى الشخصية واضطرابها وما انواعها وتعريف بسيط ومختصر بابرز مايتصف به كل نوع



، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ،




الشخصية : تعني نمط شامل لسلوك الانسان وافكاره وانفعالاته وتجاربه الداخلية وردوده وتعامله مع الاخرين في مواضع وظروف مختلفة في كل مجالات حياته ..... يعني ان شخصيته في البيت نفسها في المدرسة, في العمل ...الخ


متى تصبح الشخصية مرضية أو مضطربة :
اذا زادت عن الحد الطبيعي او عنده سلوك وتصرفات وانفعالات تختلف عن المعدل الطبيعي للشخص العادي
أو سببت معاناة لصاحبها او الناس الاخرون من حوله..





انواع اضطراب الشخصية:


مقسمة الى عدة مجموعات حسب الشدة
المجموعة A) ): وهي اشد المجموعات خطورة ( ويغلب عليها طابع الغرابة )
1-ضطراب الشخصية المرتابة او الزورية (البرانويدية ):وتتصف بعدم الثقة بالاخرين والشك بولائهم له .. والتشكك من غير دليل واضح وعدم القدرة على التسامح مع الاخرين وكثرة الشكاوي والادعاء
2- اضطراب الشخصية الفصامية : وتتصف بالانطواء والانعزالية ، وعدم وجود الرغبة في العلاقات الشخصية مع الناس.
3- اضطراب الشخصية ذات النمط الفصامي : وتتصف بغرابة الافكار والسلوك والتصرفات .. يفسر كلام الاخرين على انهم يتكلمون عنه .. تفكيره خيالي وغير واقعي مثل الذين يفكرون بالتخاطب عن طريق الافكار او اشياء اخرى



المجموعة (B): (ويغلب عليها الطابع الدرامي والعاطفي والنزوات )
1- اضطراب الشخصية الهيستيرية : وتتصف بالبحث الدائم عن الاهتمام ، والإثارة ، ولفت الأنظار.
2- اضطراب الشخصية النرجسية (الانانية ): وتتصف بالغرور ، والتعالي ، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين.
3- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع : وتتصف بعدم احترام حقوق الآخرين وابتزازهم ، وارتكاب أفعال تخالف القانون.
4- اضطراب الشخصية الحدية: وتتصف بعدم ثبات العلاقات الشخصية ، واضطراب الهوية والسلوك والمزاج.



المجموعة (C): (ويغلب عليها طابع القلق والخوف)


1-Avoidant personality disorder: لااعلم مالمصطلح العربي بالضبط لها لكنها تعني ان صاحب هذه الشخصية يميل الى تجنب الاخرين وعدم الاختلاط بهم خوفا من عدم تقبلهم له واحساسه بالضعف وعدم الكفاءة ويتصف بالحساسية الشديدة للنقد ويخاف من رفض الاخرين له لذلك هو شديد الحرص على عدم الخطأ امامهم... ربما يلجأ صاحب هذه الشخصية عند اضطراره الى حضور مناسبة والاختلاط بالناس الى تناول نوع من المخدرات لكي تخفف عنه بعض مايشعر به ..من اسبابها النقد العلني والجارح والمستمر من الوالدين والاهل.
2- اضطراب الشخصية الاعتمادية : وتتصف بالاعتماد العاطفي ، فلا تشعر بالأمان إلا في وجود علاقة مع شخص ما يعتمد عليه في جوانب عديدة من حياته.
3- الشخصية الوسواسية القهرية : وهي ماسنتكلم عنه بالتفصيل




هذه تقريبا هي اوانواع الشخصيات المصابة باعتلال او اضطراب..


الشخصية الوسواسية القهرية


توجد هذه الشخصية عند البعض من البروفيشنال مثل :الاطباء , المهندسين....


يبدأ الاضطراب بالوضوح غالبا في مرحلة الشباب المبكر.. ولكن سمات هذه الشخصية تبدأ منذ الصغر.


المعايير التشخيصية لهذه الشخصية:





يتصف صاحب هذه الشخصية بالانشغال بالنزعة الى الكمالية وتمام الامور واصدار الاوامر سواء على نفسه او على الاخرين , وايضا يتصف بعدم المرونه والتلقائية



يستدل عليها بـ 4 او اكثر من الاشياء التالية :


1-المثالية الزايدة وطلب الكمال وتمام الامور الى الدرجة التي تعيقه عن اتمام عمله وواجباته


(فمثلا لايستطيع اتمام مشروع او عمل لانه وضع معايير والزم نفسه بمقاييس دقيقة جدا يصعب تنفيذها بسهولة او بسبب التردد والشك المستمر حول سلامة الاجراءات والخطوات ).



2- الإستغراق بالتفاصيل والقوانين واللوائح والترتيب والتنظيم والجداول إلى درجة يضيعمعها الموضوع الرئيسي للعمل الذي يقوم به.


(او تجده شديد الدقة بالتفاصيل


فمثلا قرأت مشكلة لشخص لديه هذه الشخصية يقول: انا دقيق بشكل ينرفز من حولي حيث ادقق على اخطائهم ومنها الكتابية بشكل غير طبيعي تاركا الموضوع الأساسي فكل تركيزي على الخطأ لأنه يستفزني وذكر امثلة كثيره منها/ يقول:


قام أحد أقاربي بكتابة لوحة فسألني مارأيك بهذه اللوحةمنتظرا منّي أن أقول إن خطّه رائع بعد أن أكّد له الجميع ذلك، فكان جوابي: أين نقطةالـ(ز)في: إنّا أنزلناه في ليلة القدر...؟ (علما أنّالجميع صدم برؤيتي لما لم يره أحد، إلا أنّي أزعجت المعنيّ).


3- الإصرار غير المنطقي على إتباع الآخرين لطريقته في تنفيذ الأشياء ، أو المعارضة غيرالمنطقية للسماح للآخرين بتنفيذ الأعمال بسبب اقتناعه بأنهم لن يؤدوها بشكلصحيح أو بمثل طريقته.


(فمثلا يعارض ان يشرك احد معه في عمل ما إلا في حال اذا تأكد تماما ان هذا الشخص سيؤدي العمل بنفس الدقة التي يقوم بها هو .. لذلك نرى ان صاحب هذه الشخصية يقوم باغلب الاعمال بنفسه ولايوكل غيره مهما تراكمت عليه الاعمال وضاق به الوقت لانه لايثق بالاخرين واتباعهم للوائح العمل ودقة تنفيذه فهو شديد الحذر والشك لكن يجب ان ننتبه الى انه عندما يشك بالاخرين فهو لايشك بنواياهم او يظن بنواياهم بل يشك باهتمامهم بالقيام بالعمل على الوجه الاكمل... وربما يكون الدافع وراء ذلك ان لديه احساساً متضخما بالمسؤولية وتصوراً مبالغاً في لما يمكن ان يحدث من كوارث نتيجة حدوث خطأ بسيط من الشخص )


وصاحب هذه الشخصية تكون لديه صفة السيطرة على الأمور وكما قلت لا يثق في من هم اقل منه إلا انه شديد الخضوع لمن يعتقد بأنهم أعلى أو أكثر معرفة منه وربما من يرى خضوعه يعتقد بأنه ضعف في الشخصية وهو في الحقيقة ثقة منه في من هم أعلم منه بالقوانين وأدق منه في الأداء


4- التفاني الزائد في العمل والإنتاجية إلى درجة التخلي عن الصداقات وأوقاتالراحة (ليست لضرورة اقتصادية واضحة).




5-التردد وعدم اتخاذ القرارات أو صعوبة في اتخاذها ، حيث يتجنب اتخاذ قرارٍ ما أو يؤجله أو يؤخره.
(فتجده لايستطيع تأدية واجباته في الوقت المحدد بسبب كثرة تفكيره بالأولويات ).




6-صاحب هذه الشخصية ذو ضمير حي يقظ وكثير الشك والوساوس ومتشدد فيما يخص المسائل الأخلاقية والمثل والقيم ( بالشكل الذي لا يمكن تفسيره بالإلتزام الديني والثقافة الاجتماعية)


** يقول الدكتور وائل أبوهندي إن صاحب هذه الشخصية يتميز بالحذلقة المفرطة والالتزام الشديد بالتقاليد الاجتماعية، بحيث يضيق من حوله بالتزامه المبالغ فيه إلى هذا الحد فتراه جاهزًا لإعطاء النصائح للآخرين ولمطالبتهم بالعمل بالشكل الذي يرضي الله كما يرى، بينما الحقيقة هي أنه يريدهم أن يفعلوا الأشياء بنفس الطريقة والشكل الذي يفعلها هو به، والحقيقة أن الفرق ما بين الشكلين أو الطريقين لا يكمن إلا في اهتمامه المبالغ فيه بحرفية الأداء والذي -كما قلت من قبل- قد يؤثر على روح العمل نفسه، فمثلاً يكون متدين جدا ويهمه جدا أن تصح صلاته إلى درجة أنه قـد لا يصلي لأنه لن يستطيع الصلاة على الوجه الذي يراه صحيحًا.**


7-ذو مجال محدود في التعبير عن عواطفه.


8-ينقصه الكرم في بذل الوقت أو المال أو الهدايا، حين لا يعود ذلك بفائدة شخصية عليه


9- العجز عن التخلي عن أشياء بالية أو لا قيمة لها حتى ولو لم يكن لها قيمة عاطفية معللاً ذلك بأنه قد يحتاجها هو أو غيره في يوم من الأيام..


( أيضا قرأت مشكلة لشخص يقول جدتي تحتفظ بالاشياء البالية من اوراق وملابس قديمة لاترميها ولاتتصدق بها واقمشة واجهزة كهربائية ومسجلات وتلفزيونات كلها بالية وقديمة وعندما نناقشها لاتقبل ابدا الجدال في موضوع رميها وهي مسيطرة على الكل وتعلل بانه قد يحتاجها احد يقول للدرجة التي ضاق علينا بيتنا الصغير من كثر ماتكدس من الاشياء وتتنقل من غرفة للثاية بعد امتلاء الاولى الى ان وصلت لغرفتنا التي نسكنها انا واخوتي الثلاثة وملأتها ) .


10-التصلب والعناد : وهي صفتان غير محمودتين مقارنة بالصفات السابقة وتوجد في الشخص ليس السبب الاساسي لانه متمسك برأيه او عنده مبدأ يحافظ عليه وانما لانه يحب اتباع القوانين ويخاف ان يفقد السيطرة على الامور بعدم اتباع القوانين والانظمة.



هذا اغلب ماتتصف به هذه الشخصية وتلاحظون ان اغلب صفات هذه الشخصية من الصفات المحمودة والمرغوبة اجتماعيا


وتظهر بعض سماتها منذ الطفولة وبالتأكيد أن العائلة التي ترى في ابنها صفات كصفات هذه الشخصية من دقة وإتباع للقوانين وميل للكمالية في الأمور وتحمل للمسؤولية ...الخ, فإنها تشجعه وتزيد في تنميتها عنده وكذلك في المدرسة يقومون بتشجيعه; ربما لهذا السبب نرى أنها أكثر الشخصيات انتشارا فنسبتها في المجتمع قد تصل إلى واحد بالمائة أو تزيد ويوجد عند الرجال أكثر من النساء.



العلاج :



طبعا متى ما وجد الشخص بالفعل أنه يتصف بهذه الصفات أو بعضها فانه بحاجة للعلاج والذهاب إلى طبيب نفسي يفهم حالته ويفهمه كيف يتعامل معها وإلا لا قدر الله سيخسر الكثير من حوله لان هذه الشخصية متعبة سواء للشخص أو من حوله.


وعلاجها كلما كان مبكرا كلما كان أفضل وأسرع استجابة للعلاج ..



العلاج لها :


1- يوجد علاج بالأدوية : يقال بأنه إذا استخدم بجرعة كافية لفترة مناسبة يمكنه أن يحسن من السلوكيات والمفاهيم التي تعيق حياة الشخص خاصة إذا استخدم مع العلاج المعرفي والسلوكي.
ومن وجهة نظري الخاصة لا أرى بأن الحالة تصل الى حد الحاجة للادوية التي بالتأكيد لاتخلو من الاثار الجانبية .





2-العلاج المعرفي والسلوكي: وهو مهم جدا سواء كان مع الأدوية أو لوحده.


العلاج السلوكي والمعرفي عبارة عن جلسات من الطبيب يتحاور من خلالها مع المريض أو نقول صاحب هذه الشخصية ويتعرف منه عن الجوانب المتعبة في حياته والتي تتصف بها شخصيته ويحاول الطبيب أن يبين له كيف يتعامل معها أو كيف يتأقلم معها أو يغيرها


طبعا استبصار المريض بمشكلته وعلمه بالجوانب السيئة بها يعتبر في حد ذاته بداية للعلاج


فيبدأ يتعامل مع الجوانب السيئة بشكل ايجابي ويحاول السيطرة عليها بقدر الإمكان.




فمثلا المثال الذي ذكرته عن الأخ الذي يقول دقتي تنرفز من حولي وانتقادي لأخطائهم يجعلهم يتذمرون مني !!


هذا الشخص نقول له إن الدقة التي عندك وقدرتك على ملاحظة الأخطاء بهذا الشكل الدقيق هبة من الله لكن يجب عليه عدم الترصد للاخطاء وان لايكون همه من الشيء فقط البحث عن الخطأ وترك الموضوع الأساسي!!


فمثلا يفترض به إذا لاحظ خطأ أن يسكت ولايفضح صاحبه أمام الملأ لأن هذا الشيء يجرح صاحب الخطأ في حين أن الأخ الدقيق لن يستفيد من فضحه لخطأ هذا الشخص ولم يُطلب منه ذلك أساساً فبإمكانه أن يتغاضى وينتبه للغرض الأساسي المطلوب منه وينظر لمحاسن الشيء التي بالتأكيد أكثر من عيوبه..



فكما قلنا أصحاب هذه الشخصية يبحثون عن الشيء الناقص وعيونهم لا تقع إلا على النقص أو مايخالف القوانين والأنظمة ولذا نجدهم غير مستمتعين بأشياء غيرهم يكونون في قمة الاستمتاع لو وجدت لديهم


فمثلا الزوج الذي لايحب زوجته وهي تتصف بصفات كثيرة يحلم بها غيره ولكن ينقصها شي بسيط جدا!!!


فهذا الزوج لم تقع عينه إلا على الناقص عند زوجته ولم يستمتع بالموجود ولم يحس بنعمة وجوده معتقدا أنه يستطيع أن يجد إنسانه يوجد بها كل شيء ونسي أن الكمال لله وحده وانه يستحيل أن يجد كل الصفات فمثلا يسمع بأن فلان تزوج امرأة بها وبها من الصفات التي يرغبها الكل ويسمع آخر أيضا يمدح في زوجته وانه يعيش معها في سعادة وحب وأيام كلها عسل فيعتقد أن زوجاتهم كاملات وإلا لما مدحن من قبل أزواجهن بهذا الشكل فيتحسر على حاله..



ولم يدرك أخينا هذا بان شخصية من مدح وتكلم تختلف عن شخصيته هو فهذا الذي يمدح يحب أن يرى أجمل ما في الشيء ويعلق عليه ويحب أن يحسن القبيح ويحببه لقلبه ويستمتع به .. وسبحان الله بعض الناس لديهم سحر في الوصف .. من وصفهم تدخل في عالم الخيال والاحلام الوردية وتعشق مايصفون , بينما أخينا يختلف تماما فهو لايرى إلا القبيح ولا يصف إلا السيء لذا لو تزوج من سمع بهن المديح لأصابته صدمة ولرآهن أسوأ بكثيير من زوجته بل سيحمد ربه على زوجته ..


لا أستطيع التحدث في العلاج المعرفي والسلوكي أكثر لأنه يختلف من شخص لشخص وحسب الجوانب الظاهرة والتي تضايقه في شخصيته.






المضاعفات لهذه الشخصية :



إذا استمر الشخص في الخضوع لشخصيته في وسط ضروف الحياة التي بالتأكيد



ستعارضه وتحول دون تحقيق رغباته بالشكل الذي يتصوره



فانه ربما يصاب بمضاعفات هذه الشخصية ومنها:



1-القلق والتوتر .


2-الاكتئاب .