المرأة الرجل الخليجي مسكين .. 2 \ 2
وكانت هذه نقلة مربكة لكل مدارك هذا القروي الذي لم ير في حياته أي أنثى سوى زوجته وأمه ! ليسافر من قريته في الشمال إلى بيروت ( كذا مرة وحدة ) ولك أن تتخيل هذا الزلزال الذي سيحدث له ، ليشاهد بأم عينيه كل ألوان الفتنة النسائية على شاطئ بيروت الشهير وجميع ما في الكون من إغراء في ملاهي لبنان الليلية الساهرة . بعد ثلاثة أيام وبعد أن أفاق من هول الصدمة . أتعرفون ماذا كان يردد بصوته كلما رأى إمرأة فاتنة وعلى مسامع من معه ، هل تتخيلون أنه كان يقول : ( أثرينا متزوجين جن !! ) مثلما قال صاحبنا !! لا لا وأبدا بل كان يقول ( أم راكان بالجنة ... أم راكان بالجنة .) فقال له أحد رفاقه ( ليش تقول كذا يا بو راكان ) فأجاب : ( تصدق اني متزوج أم راكان من عشرين سنة .. وما شفت منها _ والنور والع _ إلا وجهها )
انظروا ماذا تذكر من أم راكان زوجته وحبيبته ، عفافها ونقاءها وحياءها وطهرها .. لم يقارنها بأي أنثى أخرى ممن كان يرى حوله بل كان يراها فوق كل النساء . وهذه القناعة الفطرية هي ما نحتاجه الآن لنتغلب على عقدة المقارنة العقيمة التي ورثناها فيما أظن من بعض ممارسات التربية السيئة في طفولتنا عندما كان يطلب من مقارنة أنفسنا بالأطفال الآخرين وأن نكون مثل فلان المؤدب أو مثل فلان المجتهد أو مثل فلان المطيع وفلان أحسن منك . فيتوه الطفل بين هذه الشخصيات من أقرانه الأطفال والمطلوب منه أن يكون مثل فلان في أدبه ومثل فلان في دراسته ومثل فلان ي طاعته وتضيع هنا الشخصية الحقيقة له التي بلا شك لها ميزاتها الخاصة فيكون مذبذبا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فتهتز ثقته بنفسه وقدرته على الإقتناع بشخصيته أو حتى الإقتناع بما لديه . وينعكس عليه هذا في شبابه وكبره بمقارنة الآخرين ممن يعنونه بغيرهم ، وهذا ما نعاني منه من وجهة نظر شاعر وليس طبيبا نفسيا .
ولكن تخيل عزيزي الرجل أن تقارنك ( أم العيال ) بالشخصيات الرجالية المليئة بالوسامة والشموخ سياسية كانت أو أدبية أو فنية ترى هل ستجد زوجتك صعوبة في مقارنتك بهؤلاء النجوم حتى تكتشف عدم كمالك الحتمي ؟
وهل ستجد أنت سهولة فيما لو أردت إرضاء ( المدام ) في تقمصك لكل شخصيات وأدوار هؤلاء النجوم ؟
أشك في ذلك .. فقط لا تكن الذي رفض الحياة ولم يقبله الموت !!!