في ندوة حول تصحيح عيوب النظر بمركز ابن رشد التخصصي
98% نسبة نجاح عمليات الليزك.. والعمر المثالي لإجراء العملية هو ما فوق 18 سنة


شهدت عمليات تصحيح النظر تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية الأمر الذي أسهم في تحقيق حلم الكثيرين في التخلص من النظارة وبطريقة آمنة تعمل على المحافظة على سلامة عيونهم، وهو الموضوع الذي سنلقي حوله المزيد من الضوء عبر الندوة الطبية التي نظّمها مركز ابن رشد الطبي وشارك فيها طبيبان بارزان في مجال استخدامات الليزر في طب العيون هما الدكتور محمد المتعب استشاري العيون والليزك، و د. عبد الرحمن الشريف استشاري العيون والعلاج بالليزر.

في بداية اللقاء قال الدكتور عبد الرحمن بن محمد الشريف استشاري الليزك والماء الأبيض والقرنية والشبكية حول الليزك وعلاقته بشبكية العين: عملية تصحيح النظر باستخدام الليزر لتغيير سطح القرنية التي تقع في مقدمة العين والشبكية والتي توجد في عمق العين، إلا أنه توجد علاقة بين عملية تصحيح النظر والشبكية قبل وبعد إجراء العملية، ولكن قبل إجراء العملية لا بد من فحص الشبكية بصورة تفصيلية وتدوين كامل الفحص لاستخدامه عند الحاجة إليه مستقبلاً للتشخيص والعلاج.

وحول سؤال هل لطول النظر أو قصره علاقة في نجاح عمليات الليزك؟ أكد د. الشريف: أنه في حالات قصر النظر المتوسط والشديد توجد تغيّرات في أطراف الشبكية والتي تتراوح بين تغيّرات بسيطة بالجسم الزجاجي انتهاءً إلى ثقوب متنوّعة الحجم والشكل كما أن إجراء عمليات تصحيح النظر فرصة ثمينة لفحص كامل أجزاء العين ابتداءً من مقدمة العين التي سيتم معالجتها بالليزر إضافة إلى التعرّف على ضغط العين والعدسة وشبكية العين والعصب البصري، وتمكنت تلك المعالجات من تحقيق النتائج الإيجابية، وهناك حالات تكتشف أثناء إعداد المريض لإجراء العملية ومنها حالات ارتفاع ضغط الدم والمعروفة علمياً باسم الجلوكوما، إضافة إلى وجود حالات شقوق وتغيّرات بأطراف الشبكية، وانتفاخ العصب، وقد حققت معالجة تلك الحالات النتائج الممتازة نتيجة اكتشافها مبكراً، كذلك الفحص السريري للعين قبل إجراء العملية.. ومن بين تلك الأمراض المكتشفة ارتفاع ضغط الدم والسكري، كما سجّلت حالات من ارتفاع ضغط الدماغ لأسباب عديدة، ولذا فإنه من الأهمية بمكان إجراء الفحوصات الكافية قبل إجراء الجراحة لتصحيح العيوب الانكسارية للعين.

التمزقات الطرفية

واستطرد الدكتور عبد الرحمن بن محمد الشريف حديثه عن التمزقات الطرفية للشبكية قائلاً: يعمل حاجز علاجي بالليزر قبل عمليات تصحيح العيوب الانكسارية قبل عملية الليزك لتفادي مضاعفات انفصال الشبكية وبعض الأمراض الوراثية للشبكية مثل الشبكية الصباغية والذي يمكن اكتشافه بفحص قاع العين، وفي بعض الحالات تكون أسباب ضعف الرؤية العيوب الانكسارية إضافة إلى أسباب داخلية في قاع العين والشبكية وفي مثل هذه الحالات يكون تحسن الرؤية بمعالجة كافة الأسباب المؤدية للمشكلة.

بين المرأة والرجل

وحول هل هناك فرق في إصابات العيون بين المرأة والرجل؟ يقول د. الشريف: التركيب التشريحي للعين متشابه بين الذكر والأنثى إلا أن الاختلافات الفسيولوجية بين كل منهما تؤدي إلى اختلافات رد فعل العين تجاه المؤثّرات الخارجية، ومع تشابه الشكل الخارجي للعين بين الرجل والمرأة فقد ميّز الله عين المرأة وجعل سرّها في شكل الحاجب وميلان زوايا العين، إلا أن هناك اختلافات متعددة من حيث أمراض العيون وخصوصاً مع التغيّرات الهرمونية خلال أشهر الحمل والرضاعة، كما أن نسبة الإصابة ببعض الأمراض تكون أعلى عند المرأة منها عند الرجل ومنها الأمراض الروماتيزمية، ولكن بالمجمل يمكن القول إنه لا توجد اختلافات كبيرة، إلا أنه لا بد من الإشارة إلى أن التغيّرات الهرمونية والفسيولوجية عند المرأة خلال فترات الحمل والرضاعة تؤثّر على القوة الانكسارية للعين بطريقة تجعل من الصعب معرفة القياسات الدقيقة لاستخدامها في عملية تصحيح النظر وذلك بسبب تغيّر مستوى الماء داخل القرنية ولذا فإنه لا ينصح بعمل القياسات أثناء فترة الحمل والرضاعة حتى تستقر الحالة وتكون العين جاهزة لعملية تصحيح النظر.

العمر المثالي

وعن السن المثالية لإجراء عملية الليزك تحدث الدكتور محمد المتعب استشاري العيون والماء الأبيض الليزك قائلاً: من يستخدم النظارات والعدسات اللاصقة لمدة سنتين على الأقل، ومن يتمتع بسماكة كافة للقرنية، أو مصاب بواحد من أمراض الانكسار الشائعة مثل طول النظر، أو قصر النظر أو الانحراف أو الاستيجماتيزم، أو أن يكون مصاباً بخليط بينهما ومنها أن يكون مصاباً بقصر النظر مع انحراف، وألا يكون المريض الراغب في إجراء العملية يعاني من أي مرض سواء كان عينياً أو خلافه.

ليس مناسباً

وأجاب الدكتور محمد المتعب بصيغة أخرى عن المرضى غير المناسبين لإجراء عملية الليزك فقال: المرضى الذين لا ينصحون بإجراء العملية من هم دون سن الثامنة عشرة، ومن يعانون من الجفاف لأنهم قد يجدون أن الحالة أسوأ مما كانت عليه بعد الجراحة، ومن يعانون من نظر غير مستقر وهو مرض يصيب صغار السن وينصح المرضى عادة بأن يكون لهم وصفة بصرية ثابتة لمدة سنتين على الأقل، كما أنه لا ينصح بإجراء الليزك للحامل والمرضع، ومن لديهم أنواع انكسار شديدة لا يمكن تصحيحها بالتقنيات المتوافرة حالياً.

كل هذه المزايا

وأطلعنا الدكتور المتعب على أهم مزايا عملية الليزك فقال: للعملية العديد من المزايا ويمكن أن نذكر منها: سرعة تحسن النظر في اليوم التالي بعد العملية ومن ثم سرعة العودة إلى الحياة الطبيعية دون نظارة، كما أنه لا يصاحبها أي نوع من الألم بعد إجراء العملية، كما أنها تقضي على حدوث العتامة على القرنية وذلك مقارنة بعملية الليزر. أما أبرز التحضيرات التي يمر بها المريض قبل عملية الليزك فيقول عنها الدكتور المتعب: هناك عدة خطوات من أهمها قياس حدة الإبصار، وقياس ضغط العين، وفحص الجزء الأمامي من العين، وفحص قاع العين، وتصوير قرنية العين، وقياس سماكة القرنية وتحدبها وقياس قطر البؤبؤ.

هكذا تجرى العملية

أما خطوات إجراء العملية التي تجرى داخل غرفة العمليات فأوضح د. المتعب قائلاً: يتم وضع قطرة مخدرة داخل العين، ومن ثم تتم العملية في ثلاث خطوات الأولى قطع جزء دائري من القرنية بواسطة أجهزة قطع إليكترونية دقيقة جداً ومحددة السماكة للجزء المقطوع، أما الخطوة الثانية: فهي تسليط أشعة الإكزيمر ليزر على الطبقات الداخلية للقرنية. والخطوة الثالثة: يعاد الجزء المقطوع إلى مكانه الطبيعي دون خياطة.

عوامل نجاح

وأردف الدكتور محمد مبيّناً أن جميع الدراسات العلمية والأبحاث تؤكّد نجاح العملية بنسبة 98% ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها اختيار المريض المؤهل لإجراء العملية من خلال الفحوصات الدقيقة، ومن بين عوامل النجاح كفاءة الجهاز والتقنية الحديثة، وخبرة ومهارة الفريق الطبي.

إرشادات العملية

وقدَّم الدكتور المتعب عدداً من الإرشادات الخاصة بعملية الليزك فقال: عدم لبس العدسات حسب إرشادات الطبيب المعالج، وعدم استخدام الكحل والماكياج قبل العملية بفترة كافية، والحرص على اتباع تعليمات وإرشادات الطبيب المعالج، وعدم تحريك العين أثناء إجراء العملية، وهي مسألة يمكن التغلب عليها باستخدام تقنية خاصة، والتركيز على الضوء المنبعث من جهاز الليزر على القرنية واستخدام القطرات الطبية حسب إرشادات الطبيب المعالج وعدم ممارسة رياضة السباحة وفي حال استخدام العدسات اللينة فإنه لا بد من التوقف من استخدامها لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع قبل إجراء العملية، عقب العملية لمدة شهرين، وسيتمكن المريض بعد إجراء العملية من التخلص من العيوب الانكسارية وإلى الأبد وليس لفترة مؤقتة. وعن تأثير عملية الليزك على الرؤية الليلية قال الدكتور محمد المتعب: تنخفض الرؤية بشكل ملحوظ خلال اليوم الأول بعد إجراء عملية الليزك؛ وذلك بسبب تعرض القرنية للسوائل وأشعة الليزر، ثم تبدأ الرؤية بالتحسن بشكل كبير ابتداءً من اليوم الثاني وعادةً ما يستقر النظر بين الشهرين الأول والثالث، وهناك نسبة بسيطة من المرضى يتأخر استقرار النظر لديهم لمدة طويلة خاصة من ذوي المقاسات الكبيرة أو كان مقاس بؤبؤ العين في الظلام كبيراً.

المضاعفات محدودة

وأشار الدكتور المتعب إلى أبرز مضاعفات عملية الليزك قائلاً: إن مضاعفات عملية الليزك قليلة الحدوث ومنها مضاعفات تتعلق بعملية القطع كأن تكون عملية القطع غير مكتملة ما يؤدي إلى تأخير إجراء العملية لمدة 3 أشهر أو تكون عملية القطع غير كاملة أو غير منتظمة بحيث تقطع القرنية بشكل دائري، كما قد تتمثّل تلك المضاعفات بعدم عودة القرنية إلى مكانها الطبيعي بعد الانتهاء من عملية الليزك، وفي هذه الحالة تحتاج إلى إعادة الجزء المقطوع إلى مكانه الطبيعي، ومن بين المضاعفات ظهور بقع دموية أسفل الملتحمة وإن كانت غير مضرة لكنها مزعجة للمريض، وتحتاج من أيام إلى أسابيع لتزول، وهناك مضاعفات تتعلق بعملية تسليط أشعة الليزر كأن يكون العلاج بالليزر أقل أو أكثر من المطلوب علاجه، كما قد لا يركز المريض أثناء العملية على الضوء المحدد له ما يؤدي إلى الإصابة بالاستيجماتيزم اللا بؤرية أو قد يؤدي إلى عدم تركيز العلاج في منتصف القرنية.

كلمة أخيرة

واختتم الدكتور محمد المتعب حديثه قائلاً: إن عمليات الليزك باتت من أبرز الحلول العملية والسريعة والآمنة لمعالجة العيوب الانكسارية.