ثلاثة أجوبة لثلاثة أسئلة ولكن دون كلام

ثلاثة أجوبة لثلاثة أسئلة ولكن دون كلام

جاء رجلٌ ملحدٌ إلى الإمام الشافعي رحمه الله وهو جالسٌ إلى تلاميذه فقال : أسألك يا إمام عن ثلاثة أمور إن أجبتني عنها آمنت . فقال الإمام له اسأل
فقال الرجل : أوليس الشيطان مخلوقٌ من نار ؟ فقال الإمام : بلى . فقال الرجل : فكيف هو مخلوقٌ من النار وسوف يعذبه الله بالنار ؟ فقال الإمام وما السؤال الثاني ؟ فقال الرجل : أليس الله قد قدر لكل مخلوق حياته وأجله ورزقه وكل شيءٍ عنه ؟ فقال الإمام : بلى . فقال الرجل : إذاً نحن مسيرون ولسنا مخيرون ولا يجب أن يحاسبنا الله بما قدره علينا ؟ فقال الإمام : وما سؤالك الثالث ؟ فقال الرجل : أوليس الله موجوداً ؟ فقال الإمام : طبعاً إن الله موجودٌ في كل مكان و زمان . فقال الرجل : إذاً لماذا لانراه أو نسمعه ؟ وهنا نظر الإمام حول مكان جلوسه فوجد بالقرب منه قطعةً من الفخار بحجم كف اليد فأخذها وضرب الرجل بها فأصابه على رأسه فسال منه قليلاً من الدم فغضب الرجل وقال للإمام ألأنك لم تجد إجابةً على أسألتي ضربتني ؟ إني سأشكوك لقاضي المدينة . وفعلاً ذهب الرجل إلى القاضي وتقدم بشكواه ضد الإمام الشافعي فاستدعى القاضي الإمام وقال له : لم ضربت هذا الرجل ؟ فقال الإمام : أنا لم أقصد ضربه ولكنه سألني عن ثلاثة وأجبته عنها بتلك الضربة فقال القاضي : وكيف ذلك ؟ فقال الإمام : سألني كيف خلق الله الشيطان من نار ويعذبه بالنار وأجبته بأنه قد خلق من فخار وقد عذبته بمثل ما خلقه الله منه . وقال لي أن الإنسان مسيِرٌ وليس مخير وهو عندما ضربته غضب غضباً شديداً ولكن لم يختر أن يضربني كما ضربته لأن تلاميذي حولي كثر فاختار أن يشتكي للقاضي إذا الإنسان مخير وليس مسير وسيحاسبه الله على اختياره لا محالة . وسألني : كيف أن الله موجود ولا نراه أو حتى نسمعه ؟ وعندما ضربته شعر بالألم ولكنه لم يراه أو يسمعه بالرغم من أن الألم موجود وكذلك الله نشعر به ولكن لانراه ولا تسمعه
وهنا أخذ الرجل يبكي ويقول تبت إلى الله رب العالمين .. تبت إلى الله رب العالمين
وهنا قال القاضي : الله أكبر الله أكبر خذه يا إمام وعلمه أمور دينه بارك الله بك