قرأت بجوار اسم احدى الاخوات على المسنجر عبارة:
التفاصيل الصغيرة في الحياة.. مميتة!
اطرقتُ برأسي.. وانا افكر..
هل حقا تفاصيل حياتنا مملة الى هذه الدرجة؟ 😰
هل تعيشين في دوامة كل يوم؟ تلهثين وراء متطلباتك ومتطلبات من حولك؟
ثم تلقين بجسدك اخر الليل على فراشك.. لا تعرفين كيف مضى يومك.. وكيف سيكون غدك؟؟؟
لا اريد ان اتفلسف هنا.. وافتح عليكِ ابواب ارسطو وسقراط واخوانهم..
اريدك فقط ان تتشممي عبق استروجينات.. وشعارها: سعادتِك.. في فصول حياتك!
انطوى فصل.. واتى فصل..
فكيف يكون الفصل الجديد يا ترى؟؟؟ 🙂
هل رأيتِ الكعبة حية امامك يوما؟؟
هل اقشعر بدنك اجلالا لها ومهابة لقدرها؟؟
هل رأيتِ بأم عينيك برج ايفل؟؟ الاهرامات؟ برج العرب؟؟؟
من السهل ان تفقدي نفسك وخلايا عقلك عندما ترين شيئا عظيما ماثلا امامك..
وتنسي التفاصيل الصغيرة .. التي كانت خلف هذا البناء..
ما اشبه حياتك بهذه الحقيقة!!
يمكنك ان تتوهي كل يوم كل يوم.. في ثنايا حياتك..
لتهملي التفاصيل الصغيرة.. الصغيرة جدا..
التي تقف خلف بناء هذه الحياة الرائعة!!
من قال ان التفاصيل الصغيرة في الحياة قاتلة؟؟
اما انه اخرق.. او انه لم يتذوق التشيز كيك بالفراولة 😎
تضحكين على التشيز كيك؟؟ هاه؟؟
لا تضحكي.. ولكن اسألي اي امرأة حولك.. ما الذي يجعلك سعيدة؟؟
ماذا تتوقعين؟؟
زوج؟ رصيد في البنك؟ اولاد؟ بيت كبير؟ سيارة فخمة؟
هذه كلها اسباب للسعادة.. لكنها لا تصنع سعادة المرأة ذاتها..
اسألي.. واحفري اكثر.. ستذهلك اجاباتهن:
صلاة الفجر.. في جماعة..
سماع القرآن بصوت السديس..
ابتسامة محتاج.. عندما اساعده..
دعوات الوالدة..
زقزقة العصافير خارج النافذة..
كلمات اطراء ممن احب..
يد طفلي عندما تمسكني وتتشبث بي..
قراءة كتابي المفضل.. مع كوب الكابتشينو..
كتابة يومياتي.. وخواطري..
رسالة موبايل من شخص عزيز غائب..
هدية تقدير ومحبة..
الاسترخاء في مغطس دافيء مع الزيوت المعطرة..
جلسة باديكير او مانيكير.. مع صديقاتي المفضلات..
دعوة صادقة من اخت تغيرت بفضلي..
دمعة ساخنة.. في جوف الليل بيني وبين ربي..
مسح على رؤوس ايتام.. ومشاركتهم فرحة العيد..
الصبر.. عند الالم.. والاذى..
العفو عند المقدرة..
والقائمة طوييييلة..
ربما الحياة قاتلة باعبائها.. مميتة بمسؤولياتها..
الا انها مزهرة بتفاصيلها الفتفوتة.. في كل يوم..
التفاصيل الصغيرة.. التي تجعل معنى كبيرا لايامك.. وحياتك..
عندما تقومين بأي شيء.. اي شيء..
قفي لحظة وتأملي.. تأملي.. تأملي..
وعيشي لذة التفاصيل الصغيرة.. التي تصنع اللوحة الكبيرة..
ومتى تعودتِ ذلك..
ستجدين ان كل لحظة هبه من الله
بقلم أ.خلود الغفري
